
كيف اصلي صلاة الاستخارة؟
تُعد صلاة الاستخارة من السنن النبوية المباركة التي يمكن للمسلم أن يؤديها عندما يشعر بالحيرة أو القلق بشأن اتخاذ قرار معين في حياته. فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في لحظات الشك، ونعبر عن حاجتنا لتوجيهه، وهو ما تساهم فيه صلاة الاستخارة بشكل أساسي.
كيف اصلي صلاة الاستخارة
في هذا المقال، سوف نستعرض معاً كيفية أداء صلاة الاستخارة، وأهميتها، ووقتها، والآداب التي يجب مراعاتها أثناء أدائها.
ما هي صلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة هي صلاة يُصليها المسلم لطلب المساعدة من الله سبحانه وتعالى في اتخاذ القرار الصحيح في أمر ما، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا. استخارة الله تقتضي أن يعرض المسلم مشكلته أو حيرته أمام الله سبحانه، ثم يطلب منه توجيه قلبه نحو الخيار الأفضل له في الدنيا والآخرة.
الحديث عن صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن” (رواه البخاري).
يُظهر هذا الحديث أهمية الاستخارة في حياة المسلم وضرورة اللجوء إليها عند الحاجة.
كيفية أداء صلاة الاستخارة
لتؤدي صلاة الاستخارة بشكل صحيح، اتبع الخطوات التالية:
-
النية والإخلاص لله: بدايةً، يجب أن يكون لديك النية الصادقة للإستشارة بالله سبحانه وتعالى، بأنك لا تعلم ما هو الأفضل لك وتطلب من الله الإرشاد إلى ما هو خير لك.
-
الوضوء: كأي صلاة أخرى، يجب أن تكون على وضوء.
-
صلاة ركعتين: تصلي ركعتين نافلة كما تصلي أي صلاة أخرى، وتستحب أن تقرأ فيهما سورًا من القرآن بعد الفاتحة، ويُفضل قراءة سور قصيرة مثل “قل هو الله أحد” أو “سورة الفلق” و”الناس” في الركعتين.
-
الدعاء بعد الصلاة: بعد الانتهاء من صلاة الركعتين، تدعو الله بدعاء الاستخارة. نص الدعاء هو:
“اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، واسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا اقدر، وتعلم ولا اعلم، وانت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني.”
-
اتخاذ القرار: بعد أداء الصلاة والدعاء، عليك أن تظل مطمئنًا إلى أن الله سيوجهك إلى الطريق الصحيح. لا تتعجل في اتخاذ القرار، فقد يوجه الله قلبك إلى الخيار الصحيح من خلال الإحساس الداخلي أو الأحداث التي تحدث حولك.
متى نصلي صلاة الاستخارة؟
يُفضل أن تُصلى صلاة الاستخارة في أي وقت يحتاج فيه المسلم إلى التوجيه من الله. يمكن أداء الاستخارة في أي وقت من اليوم، لكن يُفضل أن تُصلى في أوقات لا تكون محظورة، مثل بعد صلاة الفجر أو قبل صلاة المغرب.
هل الاستخارة تغني عن اتخاذ القرار؟
صلاة الاستخارة ليست وسيلة للغش أو التهرب من المسؤولية. فهي ليست تعويذة سحرية تجعل الأمور تسير بالطريقة التي ترغب بها دون بذل جهد. بعد أداء الصلاة والدعاء، يجب على المسلم أن يتخذ خطوات عملية في اتخاذ قراره، سواء كان ذلك عبر التفكير، الاستشارة، أو حتى التجربة، مع اليقين بأن الله سبحانه وتعالى قد هيأ له الخير.
أهمية صلاة الاستخارة في حياتنا
-
توطيد العلاقة مع الله: تُعد صلاة الاستخارة من وسائل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يطلب المسلم إرشاده وتوجيهه في أموره.
-
الطمأنينة النفسية: بمجرد أداء الاستخارة، يشعر المسلم بسلام داخلي وراحة نفسية لأنه يعلم أن الله قد اختار له الأفضل.
-
تحقيق الرضا والرضا عن القضاء: في حال حدوث أمر لم يكن متوقعًا، يشعر المسلم بالرضا لأنه كان قد استخار الله في أمره.
أداب صلاة الاستخارة
-
الإيمان الكامل بالله: يجب أن يكون لديك إيمان بالله سبحانه وتعالى أنه سيختار لك الخير.
-
التوكل على الله: بعد أداء صلاة الاستخارة، عليك أن تتوكل على الله وتستمر في حياتك بشكل طبيعي، لأن الله سبحانه وتعالى هو خير مُرشد.
-
الصبر والرضا: في حالة كانت النتيجة ليست كما كنت تتوقع، يجب أن تتحلى بالصبر وتقبل ما قدره الله لك، فهو خير لك في النهاية.
الخاتمة
صلاة الاستخارة هي إحدى النعم التي أنعم الله بها على عباده المسلمين لييسر لهم اتخاذ القرارات الصحيحة في حياتهم. وهي تعبير عن التوكل على الله وطلب العون منه. تذكر أن الاستخارة ليست بديلاً عن التفكير السليم، بل هي خطوة تساعد على اتخاذ القرار الصائب برؤية واضحة وبركة من الله سبحانه وتعالى.