ثوران بركان دوفان في إثيوبيا: إجلاء السكان وإعلان حالة الطوارئ
شهدت منطقة عفار في إثيوبيا صباح اليوم، السبت الموافق 4 يناير 2025، ثوران بركان دوفان في إثيوبيا، الذي يُعتبر من أكثر البراكين نشاطًا في المنطقة. تصاعدت أعمدة الدخان والرماد البركاني من فوهة البركان، مما أدى إلى أضرار بيئية كبيرة واستنفار السلطات المحلية لإجلاء السكان من المناطق المتضررة.
خلفية النشاط البركاني والزلزالي
على مدى الأشهر الماضية، كانت منطقة عفار تشهد نشاطًا زلزاليًا متزايدًا، حيث تم تسجيل أكثر من 67 زلزالًا منذ سبتمبر 2024. وشملت هذه الزلازل هزات أرضية متفاوتة القوة، أبرزها زلزال بقوة 5 درجات في أكتوبر الماضي، الذي ألحق أضرارًا واسعة بالبنية التحتية، وتسبب في انهيار عدد كبير من المنازل.
وفي نهاية ديسمبر 2024، بلغ النشاط الزلزالي ذروته، حيث تم تسجيل سلسلة من الهزات القوية في غضون أيام قليلة، مما أثار قلق الخبراء والسكان على حد سواء بشأن احتمالية ثوران بركاني وشيك.
تأثير الثوران البركاني على المنطقة
تسبب الثوران الحالي في أضرار واسعة النطاق شملت:
- الأضرار البيئية: غطى الرماد البركاني مساحات شاسعة من المنطقة، مما أثر على النباتات والحياة البرية.
- الأضرار البشرية والمادية: أفادت تقارير محلية بانهيار أكثر من ثلاثين منزلًا في المنطقة المتضررة، إضافة إلى تضرر الطرق والبنية التحتية بشكل كبير. كما تم إجلاء مئات العائلات إلى مراكز إيواء مؤقتة في المناطق الآمنة.
- الصحة العامة: أدى تصاعد الرماد البركاني إلى تلوث الهواء، مما زاد من خطر الإصابة بمشاكل تنفسية للسكان.
أهمية وادي الصدع الإثيوبي
تقع منطقة عفار ضمن وادي الصدع الإثيوبي، الذي يُعد جزءًا من الصدع الشرقي الإفريقي. ويُعرف هذا الوادي بأنه من أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا في العالم. يحدث النشاط البركاني نتيجة التحركات التكتونية التي تفصل الصفائح القارية الإفريقية عن بعضها، مما يؤدي إلى تكون براكين وزلازل بشكل مستمر.
تحذيرات الخبراء
أكد خبراء الجيولوجيا أن النشاط الزلزالي الأخير يشير إلى احتمال حدوث ثورانات بركانية إضافية في المنطقة. وأشاروا إلى أهمية مراقبة النشاط الجيولوجي بشكل مستمر لتجنب الكوارث المستقبلية. كما دعا الخبراء إلى تطوير خطط استجابة طارئة في المناطق المحيطة بالبركان لضمان حماية السكان والبنية التحتية.
الجهود الحكومية للتعامل مع الأزمة
تعمل السلطات الإثيوبية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية على:
- إجلاء السكان: تم نقل المئات من سكان منطقة عفار إلى مراكز إيواء آمنة.
- تقديم المساعدات الطارئة: تشمل المساعدات الغذائية، والإمدادات الطبية، والمأوى المؤقت للعائلات المتضررة.
- إجراءات وقائية: أصدرت الحكومة تعليمات للسكان بارتداء الأقنعة الواقية لتجنب استنشاق الرماد البركاني، وحذرت من الاقتراب من المناطق المتضررة.
التأثير الإقليمي والدولي
تلقى الوضع في إثيوبيا اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث قدمت عدة دول ومنظمات إغاثية مساعدات لدعم جهود الإغاثة. وأشار خبراء دوليون إلى أن النشاط البركاني في وادي الصدع الإثيوبي يمكن أن يؤثر على الدول المجاورة، سواء من خلال الهزات الأرضية أو التغيرات البيئية.
الخلاصة
يمثل ثوران بركان دوفان في إثيوبيا تذكيرًا قويًا بقوة الطبيعة وتأثيرها على المجتمعات البشرية. وبينما تسعى السلطات لتقليل الأضرار وتوفير الإغاثة للسكان المتضررين، يبقى التحدي الأكبر في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والاستعداد لمثل هذه الكوارث في المستقبل.